الحب حرام؟؟!

لماذا يعتقد المجتمع العربي أن الحب حرام؟؟ لا أعني هنا الحب بين الأهل والأصدقاء إلخ إلخ، بل أقصد الحب بين الولد والبنت، سأحاول معكم الوصول إلى نتيجة، من المفترض عند سؤال هذا السؤال: هل الحل بين ولد وبنت حرام، سيجاوبني طبقة معينة من الناس بـ"طبعًا حرام" ، "يا أخى اتقٍ الله" ، "يا أخي شوف حاجة مفيدة" ... ردود أفعال متوقعة، سألت مثل هذا السؤال على إحدى المجموعات على الفيس بوك، فكانت تلك هي أبرز ردود الفعل، بل منهم من طلب طردي من المجموعة أساسًا.

الحب شعور جميل، إحساس بأن حياتك مرتبطة بسعادة شخص آخر تثق فيه أكثر من نفسك الخطائة، تدرك يقينًا بأنه أفضل من ظلك الذي يتركك فى الظلام،  أكثر من مجرد إرتياح للشخص، فهل يمكن التحكم في تلك المشاعر؟ هل يمكن التحكم فيمن نحب وفيمن نكره؟؟ .. مستحيل أن يستطيع أي شخص التحكم فى حبه وكرهه، مهما أظهر من كره لمن يحبه، أو مهما أظهر من حب لمن يكرهه،
ففي النهاية هو يكره فلان، ويحب فلان، إذًا الحب لا يستطيع أحد التحكم فيه.

والحب كما نفهمه نحن -نحن هم من يؤمنون بالحب- ليس كما يفهمه من يقولون عليه حرام، فإن فهموه كما نفهمه ومع ذلك استمروا على رأيهم بأنه حرام، فأستطيع القول بأن الجهل والجمود الفكري ما زال مستمرًا حتى يومنا هذا، الحب كما يفهموه، هو أن يخرج الولد والبنت فى الشوارع مع بعضهم البعض والحديث مع بعض أمام الناس جهرًا، ومغازلتهم لبعضهم فى الشوارع، هل هذا هو الحب؟ فإن كان هذا هو الحب الذي يفهموه فأنا برئ من هذا الحب إلى الأبد ! ، الحب عندهم هو نوع من أنواع الزنا ! نعم، فالبعض اطلقوا فتوى بأن الحديث بين الولد والبنت فى الماسنجر هو حرام لأنهم يكونون فى مكان منعزل مع بعضهم فى (الشات) ! ، أعترض على مثل تلك الفتاوى، ولي الحق  ! لماذا اعترض؟؟! لأنها فتوى بدون تفكير، أعلم بأنه حرام ان يكون الولد والبنت مع بعض فى مكان مغلق أو منعزل، وذلك لهدف محدد وهو ابعادهم عن شر الزنا، ولكن كيف يزني الاثنان وهما على (الشات) ! ألا يوجد بعض العقل؟! ... تلك هي نوعية من يعتقدون بأن الحب مجرد ترهات.

ما المانع إذا كان الحب بين ولد وبنت تحت معرفة ومراقبة أولياء الأمور؟، لماذا حرام؟؟! حرام رغم أنهم يساعدون بعضهم على النجاح؟! حرام رغم أنهم يحثون بعضهم على طاعة الله؟! ... دائمًا ما يقولون أن الحب يحث على الإختلاط وكل ما هو محرم! هل اختبرتم الحب؟ .. الحب الحقيقي هو حب في طاعة الله وليست "الصحوبية"، فللأسف يتم الخلط بين الحب والصحوبية، فالصحوبية تلك هي الظاهرة التي أعتقد انها خاطئة وناتجة عن تسيب المجتمع، لكن الحب ليس مجرد صحوبية، الحب تخطيط للمستقبل، الحب هو بناء بيت أساسه المودة.

اعتقد أن أكثر من 75% من الشعب العربي لا يؤمن بالحب بل ويعتقدون أنه مجرد ترهات، ولكن الـ25% من البقية يؤمنون بالحب ولكن فقط وحصريًا وقبل أى حد حب للكبار فقط ! ... الحب بالنسبة لهم +20 ! غير ذلك فهي مرحلة مراهقة كل مشاعرها كذابة ! أيعقل أن تكون مشاعر المراهقين كلها كذابة؟؟ ألا يخاف المراهق؟ ألا يفرح المراهق؟ .. كما يحب المراهق يحب الكبار، ام الاحساس الذي يشعر به المحب الكبير غيره فى حالة المحب المراهق؟؟ .. وكما يحب بعض المراهقين بدون عقل.. يحب بعض الكبار بدون عقل أيضًا، وكذلك يحب كثر من الكبار مع تفعيل عقلهم، كذلك أيضًا فى حالة كثير من المراهقين.

الحب ليس فلسفة فارغة، بل إحساس لن يشعر به ولن يقدره من لم يقوم بتجربته، وبجملة بسيطة سننهى هذا الموضوع، انظر إلى من يتزوجون الزواج التقليدي، والزواج عن حب مسبق .. واحسب نسبة سعادة الاشخاص في كلتا الحالتين، عندها ستدرك أن الحب هو اساس السعادة.

واختم التدوينة بتلك الحكاية حيث يأتي الحديث إلى أفلاطون حيث يحكي بأن الآلهه الإغريقية شعرت بالغيرة لوجود كائنات/بشر لها أربع أرجل ووجهان وعضوان تناسليان ! فكان ذلك الكائن يعمل وينتج بقوة لا يستطيع شئ وقفة يتكاثر بسهولة ولا يحتاج إلى أي شئ خارجي فقال زيوس – وهو إله يوجد أعلى جبل الأولمب – بأنه عنده خطة لكي يُضعِف تلك الكائنات فأرسل صاعقة من أعلى الجبل شطرت ذلك الكائن نصفين وجعل سكان الأرض يزدادون ولكن ذلك قد أضعفهم وأثار فيهم البلبلة والضلال وجعل هذا كل شخص يبحث عن نِصفه الأخر فيحبة ويعانقة ويصبحوا شئ واحداً ومن هنا تأتي قوتهم في أن يضبحوا شئ واحداً. بالتأمل في تلك القصة بالرغم من خيالها الواسع إلا إنه يُعبر عن مفهوم ذلك الشعور الرائع الذي يختلف الناس في وصفة ولكن بطريقة مقدسة بربطة في بالآلهه وفي تلك الأسطورة عبر كثيرة تدعو إلى التأمل والتفكير بها فهي نابعة من قبل عقول مفكرة وقلوب مُحبة.

المزيد من المواضيع:

---